[table][tr][td]67 - باب: قصة الأسود العنسي.
4118 - حدثنا سعيد بن محمد الجرمي: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثني أبي، عن صالح، عن ابن عبيدة بن نشيط، وكان في موضع آخر اسمه عبد الله: إن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: بلغنا أن مسيلمة الكذاب قدم المدينة، فنزل في دار بنت الحارث، وكان تحته بنت الحارث بن كريز، وهي أم عبد الله بن عامر، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وهو الذي يقال له: خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قضيب، فوقف عليه فكلمه، فقال له مسيلمة: إن شئت خلينا بينك وبين الأمر، ثم جعلته لنا بعدك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه، وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت، وهذا ثابت بن قيس، وسيجيبك عني). فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم.
قال عبيد الله بن عبد الله: سألت عن عبد الله بن عباس، عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكر، فقال ابن عباس: ذكر لي أن رسول الله عليه وسلم قال: (بينا أنا نائم، أريت أنه وضع في يدي سواران من ذهب، ففظعتهما وكرهتهما، فأذن لي فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان). فقال عبيد الله: أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن، والآخر مسيلمة الكذاب.
[3424]
68 - باب: قصة أهل نجران.
4119 / 4120 - حدثني عباس بن الحسين: حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة قال: جاء العاقب والسيد، صاحبا نجران، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فوالله لئن كان نبيا فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا. فقال: (لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين). فاستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (قم يا أبا عبيدة بن الجراح). فلما قام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا أمين هذه الأمة).
(4120) - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة رضي الله عنه قال: جاء أهل نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ابعث لنا رجلا أمينا، فقال: (لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين). فاستشرف لها الناس، فبعث أبا عبيدة بن الجراح.
[3535]
4121 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح).
[3534]
69 - باب: قصة عمان والبحرين.
4122 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان: سمع ابن المنكدر جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو قد جاء مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا). ثلاثا، فلم يقدم مال البحرين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قدم على أبي بكر أمر مناديا فنادى: من كان له عند النبي صلى الله عليه وسلم دين أو عدة فليأتني، قال جابر: فجئت أبا بكر فأخبرته: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا). ثلاثا، قال: فأعطاني. قال جابر: فلقيت أبا بكر بعد ذلك فسألته فلم يعطني، ثم أتيته فلم يعطني، ثم أتيته الثالثة فلم يعطني، فقلت له: قد أتيتك فلم تعطني، ثم أتيتك فلم تعطني، ثم أتيتك فلم تعطني، فإما أن تعطيني وإما أن تبخل عني. فقال: أقلت تبخل عني؟ وأي داء أدوأ من البخل، قالها ثلاثا، ما منعتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك.
وعن عمرو، عن محمد بن علي: سمعت جابر بن عبد الله يقول: جئته، فقال لي أبو بكر: عدها، فعددتها. فوجدتها خمسمائة، فقال: خذ مثلها مرتين.
[2174]
70- باب: قدوم الأشعريين وأهل اليمن.
وقال أبو موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (هم مني وأنا منهم).
[2354]
4123 - حدثني عبد الله بن محمد وإسحاق بن نصر قالا: حدثنا يحيى بن آدم: حدثنا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حينا، ما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل البيت، ومن كثرة دخولهم ولزومهم له.
[3552]
4124 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا عبد السلام، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن زهدم قال: لما قدم أبو موسى أكرم هذا الحي من جرم، وإنا لجلوس عنده، وهو يتغدى دجاجا، وفي القوم رجل جالس، فدعاه إلى الغذاء، فقال: إني رأيته يأكل شيئا فقذرته، فقال: هلم، فإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكله، فقال: أني حلفت لا آكله، فقال: هلم أخبرك عن يمينك، إنا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم نفر من الأشعريين فاستحملناه، فأبى أن يحملنا، فاستحملناه فحلف أن لا يحملنا، ثم لم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن أتي بنهب إبل، فأمر لنا بخمس ذود، فلما قبضناها قلنا: تغفلنا النبي صلى الله عليه وسلم يمينه، لا نفلح بعدها أبدا، فأتيته فقلت: يا رسول الله، إنك حلفت أن لا تحملنا وقد حملتنا؟ قال: (أجل، ولكن لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيرا منها، إلا أتيت الذي هو خير منها وتحللتها).
[2964]
4125 - حدثني عمرو بن علي: حدثنا أبو عاصم: حدثنا سفيان: حدثنا أبو صخرة جامع بن شداد: حدثنا صفوان بن محرز المازني: حدثنا عمران ابن حصين قال: جاءت بنو تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أبشروا يا بني تميم). قالوا: أما إذ بشرتنا فأعطنا، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء ناس من أهل اليمن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم). قالوا: قد قبلنا يا رسول الله.
[3018]
4126 - حدثني عبد الله بن محمد الجعفي: حدثنا وهب بن جرير: حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الإيمان ها هنا - وأشار بيده إلى اليمن - والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين - عند أصول أذناب الإبل، من حيث يطلع قرنا الشيطان - ربيعة ومضر).
[3126]
4127 / 4129 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن ذكوان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم).
وقال غندر، عن شعبة، عن سليمان: سمعت ذكوان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(4128) - حدثنا إسماعيل قال: حدثني أخي، عن سليمان، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الإيمان يمان، والفتنة ها هنا، ها هنا يطلع قرن الشيطان).
(4129) - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتاكم أهل اليمن، أضعف قلوبا، وأرق أفئدة، الفقه يمان الحكمة يمانية).
[3125]
4130 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كنا جلوسا مع ابن مسعود، فجاء خباب، فقال: يا أبا عبد الرحمن، أيستطيع هؤلاء الشباب أن يقرؤوا كما تقرأ؟ قال: أما إنك لو شئت أمرت بعضهم يقرأ عليك؟ قال: أجل، قال: أقرأ يا علقمة، فقال زيد بن حدير، أخو زيد بن حدير: أتأمر علقمة أن يقرأ وليس بأقرئنا؟ قال: أما إنك إن شئت أخبرتك بما قال النبي صلى الله عليه وسلم في قومك وقومه؟ فقرأت خمسين آية من سورة مريم، فقال عبد الله: كيف ترى؟ قال: قد أحسن، قال عبد الله: ما أقرأ شيئا إلا وهو يقرؤه، ثم التفت إلى خباب وعليه خاتم من ذهب، فقال: ألم يأن لهذا الخاتم أن يلقى، قال: أما إنك لن تراه علي بعد اليوم، فألقاه.
رواه غندر، عن شعبة.
71 - باب: قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي.
4131 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن ابن ذكوان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الطفيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن دوسا قد هلكت، عصت وأبت، فادع الله عليهم. فقال: (اللهم اهد دوسا، وأت بهم).
[2779]
4132 - حدثني محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة: حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن أبي هريرة قال: لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق:
يا ليلة من طولها وعنائها *** على أنها من دارة الكفر نجت.
وأبق غلام لي في الطريق، فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته، فينا أنا عنده إذ طلع الغلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أبا هريرة هذا غلامك). فقلت: هو لوجه الله، فأعتقته.
[2393]
72 – باب: قصة وفد طيئ، وحديث عدي بن حاتم.
4133 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة: حدثنا عبد الملك، عن عمرو بن حريث، عن عدي بن حاتم قال: أتينا عمر في وفد، فجعل يدعو رجلا رجلا ويسميهم، فقلت: أما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى، أسلمت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وعرفت إذ أنكروا. فقال عدي: فلا أبالي إذا.
73 - باب: حجة الوادع.
4134 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوادع، فأهللنا بعمرة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة، ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا). فقدمت معه مكة وأنا حائض، ولم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة، فشكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (انقضي رأسك وامتشطي، وأهلي بالحج، ودعي العمرة). ففعلت، فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن أبي بر الصديق إلى التنعيم فاعتمرت، فقال: (هذه مكان عمرتك). قالت: فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم حلوا، ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى، وأما الذين جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا واحدا.
[290]
4135 - حدثني عمرو بن علي: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا ابن جريج قال: حدثني عطاء، عن ابن عباس: إذا طاف بالبيت فقد حل، فقلت: من أين قال هذا ابن عباس؟ قال: من قول الله تعالى: {ثم محلها إلى البيت العتيق}. ومن أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يحلوا في حجة الوادع. قلت: إنما كان ذلك بعد المعرف، قال: كان ابن عباس يراه قبل وبعد.
4136 - حدثني بيان: حدثنا النضر: أخبرنا شعبة، عن قيس قال: سمعت طارقا، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء، فقال: (أحججت). قلت: نعم، قال: (كيف أهللت). قلت: لبيك بإهلال كإهلال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (طف بالبيت، وبالصفا والمروة، ثم حل). فطفت بالبيت وبالصفا والمروة، وأتيت امرأة من قيس، ففلت رأسي.
[1484]
4137 - حدثني إبراهيم بن المنذر: أخبرنا أنس بن عياض: حدثنا موسى ابن عقبة، عن نافع: أن ابن عمر أخبره: أن حفصة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أزواجه أن يحللن عام حجة الوادع، فقالت حفصة: فما يمنعك؟ فقال: (لبدت رأسي، وقلتدت هديي، فلست أحل حتى أنحر هديي).
[1491]
4138 - حدثنا أبو اليمان قال: حدثني شعيب، عن الزهري، وقال محمد ابن يوسف: حدثنا الأوزاعي قال: أخبرني ابن شهاب، عن سليمان بن يسار، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن امرأة من خثعم استفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، والفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يستوي على الراحلة، فهل يقضي أن أحج عنه؟ قال: (نعم).
[1442]
4139 - حدثني محمد: حدثنا سريج بن النعمان: حدثنا فليح، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح، وهو مردف أسامة على القصواء، ومعه بلال وعثمان بن طلحة، حتى أناخ عند البيت، ثم قال لعثمان: (ائتنا بالمفتاح). فجاءه بالمفتاح ففتح له الباب، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وأسامة وبلال وعثمان، ثم أغلقوا عليهم الباب، فمكث نهارا طويلا، ثم خرج وابتدر الناس الدخول، فسبقتهم، فوجدت بلالا قائما من وراء الباب، فقلت له: أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: صلى بين ذينك العمودين المقدمين، وكان البيت على ستة أعمدة سطرين، صلى بين العمودين من السطر المقدم، وجعل باب البيت خلف ظهره، واستقبل بوجهه الذي يستقبلك حين تلج البيت، بينه وبين الجدار. وقال: ونسيت أن أسأله كم صلى، وعند المكان الذي صلى فيه مرمرة حمراء.
[388]
4140 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: حدثني عروة بن الزبير وأبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتهما: أن صفية بنت حيي، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، حاضت في حجة الوداع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أحابستنا هي). فقلت: إنها قد أفاضت يا رسول الله وطافت بالبيت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فلتنفر).
[322]
4141 - حدثنا يحيى بن سليمان قال: أخبرني ابن وهب قال: حدثني عمر ابن محمد: أن أباه حدثه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا تنحدث بحجة الوداع، والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، ولا ندري ما حجة الوداع، فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره، وقال: (ما بعث الله من نبي إلا أنذره أمته، أنذره نوح والنبيون
من بعده، وإنه يخرج فيكم، فما خفي عليكم من شأنه فليس يحفى عليكم: أن ربكم ليس على ما يخفى عليكم - ثلاثا - إن ربكم ليس بأعور، وإنه أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، ألا إن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا هل بلغت)، قالوا نعم، قال: (اللهم اشهد - ثلاثا - ويلكم، أو ويحكم، انظروا، لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض).
[1655]
4142 - حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا زهير: حدثنا أبو إسحاق قال: حدثني زيد بن أرقم: أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة غزوة، وأنه حج بعد أن هاجر حجة واحدة لم يحج بعدها، حجة الوداع. قال أبو إسحاق: وبمكة أخرى.
[3733]
4143 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن جرير: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع لجرير: (استنصت الناس). فقال: (لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض).
[121]
4144 - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا أيوب، عن محمد، عن ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم: ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان. أي شهر هذا). قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: (أليس ذا الحجة). قلنا: بلى، قال: (فأي بلد هذا). قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: (أليس البلدة). قلنا: بلى، قال: (فبأي يوم هذا). قلنا الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: (أليس يوم النحر) قلنا: بلى، قال: (فإن دماءكم وأموالكم - قال محمد: وأحسبه قال - وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، وستلقون ربكم، فسيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا، يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه). فكان محمد إذا ذكره يقول: صدق محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قال: (ألا هل بلغت). مرتين.
[67]
4145 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب: أن أناسا من اليهود قالوا: لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال عمر: أية آية؟ فقالوا: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. فقال عمر: إني لأعلم أي مكان أنزلت، أنزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة.
[45]
4146 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنا من أهل بعمرة ومنا من أهل بحجة، ومنا من أهل بحج وعمرة، وأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج، فأما من أهل بالحج، أو جمع الحج والعمرة، فلم يحلوا حتى يوم النحر.
حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، وقال: مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع. حدثنا إسماعيل: حدثنا مالك: مثله.
[290]
4147 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا إبراهيم، هو ابن سعد: حدثنا ابن شهاب، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: عادني النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، من وجع أشفيت منه على الموت، فقلت: يا رسول الله، بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: (لا). قلت: أفأتصدق بشطره؟ قال: (لا). قلت: فالثلث؟ قال: (والثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك). قلت: يا رسول الله، أأخلف بعد أصحابي؟ قال: (إنك لن تخلف، فتعمل عملا تبتغي به وجه الله، إلا ازددت به درجة ورفعة، ولعلك تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة). رثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن توفي بمكة.
[56]
4148/4149 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا أبو ضمرة: حدثنا موسى بن عقبة، عن نافع: أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبرهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق رأسه في حجة الوداع.
(4149) - حدثنا عبيد الله بن سعيد: حدثنا محمد بن بكر: حدثنا ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع: أخبره ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم حلق في حجة الوداع، وأناس من أصحابه، وقصر بعضهم.
[1639]
4150 - حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب: حدثني عبيد الله بن عبد الله: أن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أخبره: أنه أقبل يسير على حمار، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم بمنى في حجة الوداع يصلي بالناس، فسار الحمار بين يدي بعض الصف، ثم نزل عنه، فصف مع الناس.
[76]
4151 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن هشام قال: حدثني أبي قال: سئل أسامة، وأنا شاهد، عن سير النبي صلى الله عليه وسلم في حجته؟ فقال: العنق، فإذا وجد فجوة نص.
[1583]
4152 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد الخطمي: أن أبا أيوب أخبره: أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع المغرب والعشاء جميعا.
[1590]
74 - باب: غزوة تبوك، وهي غزوة العسرة.
4153 - حدثني محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله ابن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: أرسلني أصحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله الحملان لهم، إذ هم معه في جيش العسرة، وهي غزوة تبوك، فقلت: يا نبي الله، إن أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم، فقال: (والله لا أحملكم على شيء). ووافقته وهو غضبان ولا أشعر، ورجعت حزينا من منع النبي صلى الله عليه وسلم، ومن مخافة أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم وجد في نفسه علي، فرجعت إلى أصحابي، فأخبرتهم الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالا ينادي: أي عبد الله بن قيس، فأجبته، فقال: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك، فلما أتيته قال: (خذ هذين القرينين، وهذين القرينين - لستة أبعرة ابتاعهن حينئذ من سعد - فانطلق بهن إلى أصحابك، فقل: إن الله، أو قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملكم على هؤلاء فاركبوهن). فانطلقت إليهم بهن، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملكم على هؤلاء، ولكني والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تظنوا أني حدثتكم شيئا لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا لي: والله إنك عندنا لمصدق، ولنفعلن ما أحببت، فانطلق أبو موسى بنفر منهم، حتى أتوا الذين سمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم منعه إياهم، ثم إعطاءهم بعد، فحدثوهم بمثل ما حدثهم به أبو موسى.
[2964]
4154 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن الحكم، عن مصعب ابن سعد، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك، واستخلف عليا، فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه ليس نبي بعدي).
وقال أبو داود: حدثنا شعبة، عن الحكم: سمعت مصعبا.
[3503]
4155 - حدثنا عبيد الله بن سعيد: حدثنا محمد بن بكر: أخبرنا ابن جريج قال: سمعت عطاء يخبر قال: أخبرني صفوان بن يعلى بن أمية، عن أبيه قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم العسرة، قال: كان يعلى يقول: تلك الغزوة أوثق أعمالي عندي. قال عطاء: فقال صفوان: قال يعلى: فكان لي أجير، فقاتل إنسانا فعض أحدهما على يد الآخر، قال عطاء: فلقد أخبرني صفوان: أيهما عض الآخر فنسيته، قال: فانتزع المعضوض يده من في العاض، فانتزع إحدى ثنيتيه، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فأهدر ثنيته. قال عطاء: وحسبت أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفيدع يده في فيك تقضمها، كأنها في في فحل يقضمها).
[2146]
75 - باب: حديث كعب بن مالك، وقول الله عز وجل: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} /التوبة: 118/.
4156 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب من بنيه حين عمي، قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك، قال كعب:
لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها الإ في غزوة تبوك، غير أني كنت تخلفت في بدر، ولم يعاتب أحدا تخلف عنها، إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة، حين تواثقنا على الإسلام، وما أحب أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها، كان من خبري: أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزاة، والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط، حتى جمعتهما في تلك الغزوة، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة، غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا، ومفازا وعدوا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم، فأخبرهم بوجهه الذي يريد، والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير، ولا يجمعهم كتاب حافظ، يريد الديوان. قال كعب: فما رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن سيخفى له، ما لم ينزل فيه وحي الله، وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال، وتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه، فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم، فأرجع ولم أقضى شيئا، فأقول في نفسي: أنا قادر عليه، فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد، فأصبح رسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه، ولم أقض من جهازي شيئا، فقلت أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم ألحقهم، فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز، فرجعت ولم أقض شيئا، ثم غدوت، ثم رجعت ولم أقض شيئا، فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو، وهممت أن أرتحل فأدركهم، وليتني فعلت، فلم يقدر لي ذلك، فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفت فيهم، أحزنني أني لا أرى إلا رجلا مغموصا عليه النفاق، أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء، ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك، فقال، وهو جالس في القوم بتبوك
ما فعل كعب). فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله، حبسه برداه، ونظره في عطفيه. فقال معاذ بن جبل: بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه الإ خيرا. فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال كعب بن مالك: فلما بلغني أنه توجه قافلا حضرني همي، وطفقت أتذكر الكذب وأقول: بماذا أخرج من سخطه غدا، واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلما قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادما زاح عني الباطل، وعرفت أني لن أخرج منه أبدا بشيء فيه كذب، فأجمعت صدقه، وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فيركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس، قلما فعل ذلك جاءه المخلفون، فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلا، فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم، وبايعهم واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله، فجئته، فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب، ثم قال: (تعال). فجئت أمشي حتى جلست يديه، فقال لي: (ما خلفك، ألم تكن قد ابتعت ظهرك). فقلت: بلى، إني والله - يا رسول الله - لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر، ولقد أعطيت جدلا، ولكني والله، لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني، ليوشكن الله أن يسخطك علي، ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه، إني لأرجو فيه عفو الله، لا والله، ما كان لي من عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك). فقمت وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني، فقالوا لي: والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا، ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر إليه المتخلفون، قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك. فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي، ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي أحد؟ قالوا: نعم، رجلان قالا مثل ما قلت، فقيل لهما مثل ما قيل لك، فقلت: من هما؟ قالوا: مرارة بن الربيع العمري وهلال بن أمية الواقفي، فذكروا لي رجلين صالحين، قد شهدا بدرا، فيهما أسوة، فمضيت حين ذكروهما لي، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا، حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم، فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد، وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا؟ ثم أصلي قريبا منه، فأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إلي، وإذا التفت نحوه أعرض عني، حتى إذا طال علي ذلك من جفوة الناس، مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي وأحب الناس إلي، فسلمت عليه، فوالله ما رد علي السلام، فقلت: يا أبا قتادة، أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله؟ فسكت، فعدت له فنشدته فسكت، فعدت له فنشدته، فقال: الله ورسوله أعلم، ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار.
قال: فبينا أنا أمشي بسوق المدينة، إذا نبطي من أنباط أهل الشأم، ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة، يقول: من يدل على كعب بن مالك، فطفق الناس يشيرون له، حتى إذا جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان، فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك. فقلت لما قرأتها: وهذا أيضا من البلاء، فتيممت بها التنور فسجرته بها، حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين، إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك، فقلت: أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال: لا، بل اعتزلها ولا تقربها. وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك، فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك، فتكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر.
قال كعب: فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟ قال: (لا، ولكن لا يقربك). قالت: إنه والله ما به حركة إلى شيء، والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا. فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأتك، كما أذن لامرأة هلال بن أميه أن تخدمه؟ فقلت: والله لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يدريني ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنته فيها، وأنا رجل شاب؟ فلبثت بعد ذلك عشر ليال، حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا، فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة، وأنا على ظهر بيت من بيوتنا، فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله، قد ضاقت علي نفسي، وضاقت علي الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ، أوفى على جبل سلع، بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر، قال: فخررت ساجدا، وعرفت أن قد جاء فرج، وآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب الناس يبشروننا، وذهب قبل صاحبي مبشرون، وركض إلي رجل فرسا، وسعى ساع من أسلم، فأوفى على الجبل، وكان الصوت أسرع من الفرس، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي، فكسوته إياهما ببشراه، والله ما أملك غيرهما يومئذ، واستعرت ثوبين فلبستهما، وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيتلقاني الناس فوجا فوجا، يهونني بالتوبة يقولون: لتهنك توبة الله عليك، قال كعب: حتى دخلت المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس، فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني، والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره، ولا أنساها لطلحة، قال كعب: فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يبرق وجهه من السرور: (أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك). قال: قلت: أمن عندك يا رسول الله، أم من عند الله؟ قال: (لا، بل من عند الله). وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه، فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك). قلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر، فقلت: يا رسول الله، إن الله إنما نجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا مالقيت. فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن مما أبلاني، ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا كذبا، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقيت. وأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار - إلى قوله - وكونوا مع الصادقين}. فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط، بعد أن هداني للإسلام، أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا، فإن الله قال للذين كذبوا - حين أنزل الوحي - شر ما قال لأحد، فقال تبارك وتعالى: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم - إلى قوله - فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين}.
قال كعب: وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له، فبايعهم واستغفر لهم، وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى الله فيه، فبذلك قال الله: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا}. وليس الذي ذكر الله مما خلفنا عن الغزو، إنما هو تخليفه إيانا، وإرجاؤه أمرنا، عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه.
[2606]
76 - باب: نزول النبي صلى الله عليه وسلم الحجر.
4157/4158 - حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال: (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، أن يصيبكم ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين). ثم قنع رأسه وأسرع السير، حتى أجاز الوادي.
(4158) - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الحجر: (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين الإ أن تكونوا باكين، أن يصيبكم مثل ما أصابهم).
[423]
4159 - حدثنا يحيى بن بكير، عن الليث، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع بن جبير، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه المغيرة بن شعبة قال: ذهب النبي صلى الله عليه وسلم لبعض حاجته، فقمت أسكب عليه الماء - لا أعلمه إلا قال: في غزوة تبوك - فغسل وجهه، وذهب يغسل ذراعيه، فضاق عليه كما الجبة، فأخرجهما من تحت جبته فغسلهما، ثم مسح على خفيه.
[180]
4160 - حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان قال: حدثني عمرو بن يحيى، عن عباس بن سهل بن سعد، عن أبي حميد قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، حتى إذا أشرفنا على المدينة قال: (هذه طابة، وهذا أحد، جبل يحبنا ونحبه).
[1411]
4161 - حدثنا أحمد بن محمد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة بتوك، فدنا من المدينة، فقال: (إن بالمدينة أقواما، ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم). قالوا: يا رسول الله، وهم بالمدينة؟ قال: (وهم بالمدينة، حبسهم العذر).
[2684]
77 - باب : كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر.
4162 - حدثنا إسحاق: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله: أن ابن عباس أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى، مع عبد الله ابن حذافة السهمي، فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه، فحسبت أن ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن يمزقوا كل ممزق.
[64]
4163 - حدثنا عثمان بن الهيثم: حدثنا عوف، عن الحسن، عن أبي بكرة قال: لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الجمل، بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم، قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى، قال: (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة).
[6686]
4164 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري، عن السائب بن يزيد يقول: أذكر أني خرجت مع الغلمان إلى ثنية الوداع، نتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال سفيان مرة: مع الصبيان.
حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن السائب: أذكر أني خرجت مع الصبيان نتلقى النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثنية الوداع، مقدمة غزوة تبوك.
[2917]
78 - باب: مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته.
وقوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون. ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} /الزمر: 30 - 31/.
4165 - وقال يونس، عن الزهري: قال عروة: قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه: (يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت إنقطاع أبهري من ذلك السم).
4166 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن أم الفضل بنت الحارث قالت:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا، ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله.
[729]
4167 - حدثنا محمد بن عرعرة: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني ابن عباس، فقال له عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله، فقال: إنه من حيث تعلم: فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآيه: {إذا جاء نصرالله والفتح} فقال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه، فقال: ما أعلم منها إلا ما تعلم.
[3428]
4168 - حدثنا قتيبة: حدثنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: يوم الخميس، وما يوم الخميس؟! اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فقال
ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا). فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما شأنه، أهجر، استفهموه؟ فذهبوا يردون عليه، فقال: (دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه). وأوصاهم بثلاث، قال: (أخرجوا المشركين من الجزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). وسكت عن الثالثة، أو قال: فنسيتها.
[114]
4169 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ). فقال بعضهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلون بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قوموا). قال عبيد الله: فكان ابن عباس: إن الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، لاختلافهم ولغطهم.
[114]
4170 - حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه، فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت، فسألناها عن ذلك، فقالت سارني النبي صلى الله عليه سلم: أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته يتبعه، فضحكت.
[3426]
4171 / 4173 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثني شعبة، عن سعد، عن عروة، عن عائشة قالت: كنت أسمع أنه: لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة، فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه، وأخذته بحة، يقول: ({مع الذين أنعم الله عليهم }). الآية، فظننت أنه خير.
(4172) - حدثنا مسلم: حدثنا شعبة، عن سعد، عن عروة، عن عائشة قالت:
لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم المرض الذي مات فيه، جعل يقول: (في الرفيق الأعلى).
(4173) - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: أخبرني عروة ابن الزبير: أن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صحيح يقول: (إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده في الجنة، ثم يحيا، أو يخير). فلما اشتكى وحضره القبض، ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه، فلما أفاق شخص بصره نحو سقف البيت ثم قال: (اللهم في الرفيق الأعلى). فقلت: إذا لا يجاورنا، فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح.
[4176، 4194، 4310، 5350، 5988، 6144، وانظر: 850]
4174 - حدثنا محمد: حدثنا عفان، عن صخر بن جويرية، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به، فأبده رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره، فأخذت السواك فقضمته، ونفضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استنانا قط أحسن منه، فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه ثم قال: (في الرفيق الأعلى). ثلاثا، ثم قضى، وكانت تقول: مات بين حاقنتي وذاقنتي.
[850، وانظر: 4171]
4175 - حدثني حبان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة: أن عائشة رضي الله عنها أخبرته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح عنه يبده، فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه، طفقت إنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث، وأمسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم عنه.
[4728، 4729، 5403، 5416، 5419، 5960]
4176 - حدثنا معلى بن أسد: حدثنا عبد العزيز بن مختار: حدثنا هشام ابن عروة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير: أن عائشة أخبرته: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، وأصغت إليه قبل أن يموت، وهو مسند إلى ظهره يقول: (اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى).
[4171]
4177 - حدثنا الصلت بن محمد: حدثنا أو عوانة، عن هلال الوزان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: (لعن الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). قالت عائشة: لولا ذلك لأبرز قبره، خشي أن يتخذ مسجدا.
[425]
4178 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه، استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي، فأذن له، فخرج وهو بين الرجلين تخط رجلاه في الأرض، بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر.
قال عبيد الله: فأخبرت عبد الله بالذي قالت عائشة، فقال لي عبد الله بن عباس: هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة؟ قال: قلت: لا، قال ابن عباس: هو علي بن أبي طالب.
وكانت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل بيتي واشتد به وجعه قال: (هريقوا علي من سبع قرب، لم تحلل أوكيتهن، لعلي أعهد إلى الناس). فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب، حتى طفق يشير إلينا بيده: (أن قد فعلتن). قالت: ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم.
[195]
4179 - وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم، طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه، وهو كذلك يقول: (لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). يحذر ما صنعوا.
[425]
4180 - أخبرني عبيد الله: أن عائشة قالت:
لقد راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وما حملني على كثرة مراجعته الإ أنه لم يقع في قلبي: أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه أبدا، ولا كنت أرى أنه لن يقوم أحد مقامه إلا تشاءم الناس به، فأردت أن يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر.
رواه ابن عمر وأبو موسى وابن عباس رضي الله عنهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[195، 646، 650، 655]
4181 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني ابن الهاد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: مات النبي صلى الله عليه وسلم وانه لبين حاقنتي وذاقنتي، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
[850]
4182 - حدثني إسحاق: أخبرنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة قال: حدثني أبي، عن الزهري قال: أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، وكان كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تيب عليهم: أن عبد الله بن عباس أخبره: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أصبح بحمد الله بارئا، فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال له: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا، وأاني والله لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يتوفى من وجعه هذا، إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، اذهب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنسأله فيمن هذا الأمر، إن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا علمناه، فأوصى بنا. فقال علي: إنا والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده، واين والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[5911]
4183 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه: أن المسلمين بينا هم في الصلاة الفجر من يوم الإثنين، وأبو بكر يصلي لهم، لم يفجأهم إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة. فقال أنس: وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن أتموا صلاتكم). ثم دخل الحجرة، وأرخى الستر.
[648]
4184/4186 - حدثني محمد بن عبيد: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر ابن سعيد قال: أخبرني ابن أبي مليكة: أن أبا عمرو، ذكوان، مولى عائشة أخبره: أن عائشة كانت تقول: إن من نعم الله علي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته: دخل علي عبد الرحمن، وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه: (أن نعم). فتناولته، فاشتد عليه، وقلت: الينه لك؟ فأشار برأسه: (أن نعم). فلينته، فأمره، وبين يديه ركوة أو علبة - يشك عمر - فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه، يقول: (لا إله الإ الله، إن للموت سكرات). ثم نصب يده، فجعل يقول: (اللهم في الرفيق الأعلى). حتى قبض ومالت يده.
(4185) - حدثنا إسماعيل قال: حدثني سليمان بن بلال: حدثنا هشام بن عروة: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه، يقول: (أين أنا غدا، أين أنا غدا). يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها، قالت عائشة: فمات في اليوم الذي يدور علي فيه في بيتي، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري،