ولما شب محمد وأصبح فتى أراد أن يعمل ويأكل من عمل يده، فاشتغل برعي الغنم لأعمامه ولغيرهم مقابل أجر يأخذه منهم، ويذهب البعض إلى أن حرفة الرعي وقيادة الأغنام علمت الرسول صلى الله عليه وسلم رعاية المسلمين وقيادة الأمة بعد بعثته وهذا ولا شك مبالغة كبيرة.
فان كثيرا غيره من الرعاة لم يصبحوا قوادا ولا ساسة كما أن الكثير من القواد والساسة لم يعرفوا عن حرفة الرعي شيئا، وهناك فرق كبير بين سياسة الحيوان والإنسان.
لكن يمكن القول أن حرفة الرعي لما كانت تتم في الصحراء حيث الفضاء المتناهي والسماء الصافية والنجوم المتلألئة في الليل، والشمس المشرقة في الصباح وهذا النظام البديع في حركة الكون استرعى كل ذلك انتباه محمد فأخذ يتأمل ويتفكر ويتدبر في الكون العجيب.